samedi 7 janvier 2012

لبنان بلد الأرز؟



لبنان بلد الأرز؟

كيف ننقذ غابات لبنان؟

وكان في السنة الحادية عشرة في الشهر الثالث في أوّل الشهر أنّ كلام الرب كان إليّ:

"يا ابن آدم، قُل لفرعون ملك مصر وجمهوره: من أشبهت في عظمتك؟

هوذا أعلى الأرز في لبنان جميل الأغصان وأغبى الظل وقامته طويلة وكان فرعه بين الغيوم.

قد عظّمته المياه ورفعه الغمر. أنهاره جرت من حول مغرسه وأرسلت جداولها الى كل أشجار الحقل.


عشّشت في أغصانه كل طيور السماء، وتحت فروعه ولدت كل حيوان البر، وسكن تحت ظلّه كل الأمم العظيمة.

سفر حزقيال، الأصحاح الحادي والثلاثون



في سنة 2011، التركيز على جميع غابات الأرض، ولكن حسب الفاو FAO "منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة"، سنفقد 13 مليون هكتار من الغابات.

تُعتبر الغابات، التي هي ضمانة عيشنا، أساسيّة بالنسبة للحياة على الأرض ممّا يوجب المجتمع الدولي التحرّك من أجل الحفاظ عليها.

منذ الأزل، كان لبنان رمز التنوّع البيولوجي في الشرق الأوسط، بغابات الصنوبر والأرز، وبالحياة النباتية والحيوانية التي تزدهر في جباله.

هذا وتعود مشكلة الإفراط في إستغلال الغابات الى ملايين السنين.



ما هو الوضع الحالي للغابات؟

يوجد في لبنان نوعان من الحياة النباتية، النوع الأوّل يضم النباتات المتوسطية ويغطّي المناطق الرطبة، حيث نجد أشجار السنديان، والصنوبر، وتنّوب كيليكيا، وعرعر طوريس، وأرز لبنان، وتنتشر في جبل لبنان.


القبيات/ بعدسة أنطوان فيصل.

والنوع الثاني يضم النباتات الواقعة على ارتفاع متوسط (ما قبل السهبي) التي تنتشر في باقي أنحاء لبنان ما عدا في جبل الشيخ، وجبل نيحا، وجبل الباروك.

نقدّر بأن الغابات لا تغطّي ما يزيد عن 7.4 % من مساحة لبنان، أي ما يساوي 74000 هكتار، في حين أنّها في فرنسا تغطّي أكثر من ثلث مساحة البلد. هذا في حين كانت تشكّل أكثر من 35% من مساحة الوطن عام 1965.

الغطاء النباتي في جنوب لبنان، هنا اختفت الغابات رغم أنّنا على ارتفاع 700 متر... مع على أسفل الصورة، قرية شقرا، التي سترونها فيما بعد وقد تمّ إعادة تشجيرها.

يمتلك لبنان العديد من الغابات العذراء، التي تُعتبر كنزاً حقيقياً للتنوّع البيولوجي، في حين أنّها اختفت من أوروبا.



كيفية إدارة الغابة في لبنان

قامت وزارة البيئة، مدركة ضرورة الإسراع في إنقاذ الغنى الحراجي في لبنان، بوضع خطة تهدف الى الحفاظ على المحميات الطبيعية، التي يجب أن يُضاف إليها مشاريع إنشاء منتزهات في المناطق، مثل غابة الصنوبر في بكاسين - جزين.

يُعنى مخطّط إدارة الأراضي بستة مواقع مفترضة (قاديشا، الجوز، إبراهيم، راس المتن، باروك- بسري، والناقورة). لذا سيكون من الضروري البدء بعملية إحصاء وجرد للثروات النباتية، الحيوانية، والحرجية من أجل مراقبة التقدّم الذي يُحرز...



التفكير بضرورة خلق ممرّات من الأرز، من خلال برنامج إعادة تحريج بطريقة متكاملة، كل جلّ على حدة. قد يكون من الحيوي هنا حماية الشجيرات المورّقة التي تلعب دوراً مهماً في التجدّد الطبيعي للأرز من خلال حماية البذور من الشمس ومن الرعي.

                                                غابة سنديان عذراء في وادي حُجير على الطريق من النبطية الى حولا...

الغابة مزيج من أنواع متعدّدة من النباتات وأصناف متنوّعة من الأشجار، والشُجيرات، والعرعر، والأرز، والتّنّوب، وأصناف متنوعة من السنديان، وهو نوع مهدّد بالانقراض لأنّ خشبه هو المفضّل لمشاحر الفحم.

                              بالنسبة لي، ينبغي بكل بساطة منع مشاحر الفحم  في كافة أنحاء لبنان...

يسمح النظام البيئي الغني والمتنوع بحماية الأراضي من الإنجراف، واستعادة المشهد البيئي المتنوّع في بعض الأوساط التي باتت متجانسة، وخفض درجة الحرارة، وإعادة إحياء الغابات العذراء، كنز التنوّع البيولوجي، التي تمتد في الغالب على طول ضفاف المجاري المائية وتحتفظ بالرطوبة، ومن ثم تعمل كممرات مانعة لانتشار النيران،  مقاومة للحرائق بإمتياز.

في حين أنّ الغابات المؤلّفة فقط من الصنوبر أو الراتينجيات تشكّل مواد سريعة الاشتعال وتساهم في اشتعال الحرائق.


غابة الصنوبر في بكاسين- جزين: على الرغم من إدراتها الجيّدة جدّاً، فهي تعاني من قلّة وعي المخيّمين فيها... فالحرائق تهدّدها في كل عام... ومع ذلك فإنّ بلدية بكاسين تدير هذه الغابة بشكل ممتاز... وتتطلّع الى تحويلها الى محمية طبيعية...

ما هو الدور المُنتظر من المنظمّات غير الحكومية او الجمعيّات، والمجتمعات المحلية...؟

تركّز الجمعيّات في لبنان بشكل خاص على حماية أرزنا الوطني، في حين يجدر بها العمل على الأنظمة البيئية بشكل عام، بطريقة "دائريّة"، وعلى عدّة مستويات. وهنا يمكن أن تلعب البلديات دوراً جوهرياً في إعادة تجميع الأشجار الميتة، والبقايا النباتية وتقسيمها الى أجزاء حسب تقنية BRF (التي تعتمد على تقسيم فروع الأشجار) التي قد تؤدي الى إعادة الحياة الى روابينا الجرداء، ومن ثم استعادة فائض البلوط والغراس الصغيرة لزرعها...

قد بدأت الكثير من القرى في الجنوب معالجة نفاياتها المنزلية، ومن شأن هذا المزيج من البقايا  أن يشكّل سماداً طبيعياً ممتازاً لإعادة الاخضرار الى كافة جبالنا القاحلة...


هنا مزيج من السماد المصنّع من النفايات الطبيعية من إحدى قرى جنوب لبنان


هناإستعدت نفايات خم دجاج، وهي تتألّف من نفايات عضوية ونشارة خشب...

وأضيفها الى تربة بعض الأراضي لاغنائها بالسماد الطبيعي قبل حرث الأرض وإعادة زرع الأشجار... وبالنسبة لهذه الأراضي، ستتم إعادة تشجيرها في شهر شباط...

ولكن ما نفع كل هذه الجهود، إذا كنّا لا نُحسن السيطرة على الحرائق، التي تشكّل كارثة حقيقية، إذ إنّ أكثر من 3000 هكتار من الغابات قد احترق في أقل من ثلاثة فصول صيف. لذا يجب تعزيز الدفاع المدني بالعتاد، وحرّاس الأحراج، كما منع مشاحر الفحم في لبنان، وحظر كافة أشكال النزهات مع النرجيلة في الغابات.

من الشائع أن يأتي الشباب للتنزّه في غابات الصنوبر، حاميلن النرجيلة المناقل...

ومن ثم إجراء مسح جدّي وتدوينه في السجّلات الرسميّة، محدّدين المناطق الصالحة للبناء وتلك المخصّصة لاعادة التشجير كما مناطق المحميّات، ووضع سياسة لإعادة الطبيعة الى المدينة.

سوف تلاحظون أنّ القرى مغطّاة بالأشجار أكثر من التلال القاحلة المجاورة لها.

هنا إعادة زرع أشجار الزيتون، والسنديان، وغيرها من الأشجار المثمرة، وأشجار الخرّوب... تشكّل شبكة او خطّ متواصل من قرية لقرية... و سر نجاح هذه الظاهرة هو كون الأشجار ملك خاص، يوجد دائماً من  يهتم بها... في حين أنّ معدّلات نجاح البلديات منخفضة جداً في عملية إعادة التشجير. فما أن تخرج من إحدى القرى حتى تعود الجبال لتبدو قاحلة... الرجوع الى الصورة أعلاه...

من الصعب أن تعود هذه الغابات للنمو بشكل طبيعي، بسبب اختفاء البذور كما الرعي الجائر.  وبالتالي يجب اعتماد برامج إعادة تشجير و"زراعة أحادية" بحيث يمكن للجمعيات بالتعاون مع المجتمعات المحلية أن تنجح في القيام بحملات إعادة تشجير مكثّّفة ومستمرّة من خلال جمع فائض البلوط وإعادة زرعه في مناطق سبق أن تمّ تسميدها بمزيج من "الروث" وغطاء نباتي طبيعي (اوراق الشجر).

وبذلك قد نتمكّن من منع حرق الأخشاب في كافة أنحاء لبنان، إلاّ لأغراض التدفئة في بعض المنازل.











Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire